مثل الهبوط الاضطراري على نهر هدسون الذي قام به قائد طائرة الركاب المدنية نموذجا على اتخاذ القرار تحت ضغط فقد استغرقت الرحلة كلها منذ الإقلاع وحتى الهبوط 3 دقاق و 28 ثانية، تخللهم اكتشاف المشكلة واتخاذ القرار وتنفيذه رغم المسئولية الهائلة وصعوبة الهبوط التي تقترب من حد الاستحالة
والأنكى هو عدم وجود سوابق لهذا الفعل تدرب عليها الطيار من قبل.
دق الإنذار في غرفة التحكم لدى الضابط الروسي، مما يفيد أن الأمريكيين أطلقوا صاروخا نووييا وهو في طريقه إلى الأراضي الروسية، كان على الضابط الروسي أن يطلق صاروخه النووي في خلال ربع الساعة، ولكنه لم يفعل ذلك ليقينه أن صاروخا واحدا لن يدمر روسيا، ولكن دق الجرس مرة ثانية وثالثة حتى وصل عدد الصواريخ إلى خمسة، ورغم هذا لم يُطلق صواريخه. تلقى بعد ذلك عقابه کرجل عسكري لم يتصرف بالطريقة المنضبطة، ولكنه كان سعيدًا أنه لم يورط
العالم في الخراب النووي.
يناقش مؤلفا الكتاب وأحدهما متخصص في علم النفس من جامعة هانوفر والآخر رئيس قسم التحقيقات في المباحث الفيدرالية لولاية بافاريا عبر نماذج شارحة من الحياة العملية، مثل التي سبقت أعلاه وغيرها الكثير، مدى أهمية اتخاذ القرار دون تأثير من العاطفة، والأهم هو الكيفية التي يمكن بها تطبيق
ذلك عمليا.
الكتاب يهم الإنسان العادي في حياته اليومية كما يفيد منه صانع القرار في
المؤسسات والبنوك والشركات والوزارات
صدر أصله الألماني عن دار نشر شيرينجر الشهيرة.